الصلاة :-
وكان في أوائل ما نزل الأمر بالصلاة قال مقاتل بن سليمان : فرض الله في أول الإسلام الصلاة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ، لقولة تعالى " وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار " وقال ابن حجر : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء يصلي قطعاً وكذلك أصحابه ولكن اختلف هل فرض شئ قبل الصلوات الخمس من الصلوات أم لا ؟ فقيل إن الفرض كانت صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها .انتهى .
وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق ابن لهيعة موصولاً عن زيد بن حارثة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل فعلمه الوضوء فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه . أخرجه أحمد (17480) وهو حديث ضعيف لضعف ابن لهيعة
وقد روى ابن ماجة بمعناه . وروى نحوه عن البراء بن عازب وابن عباس وفي حديث ابن عباس وكان ذلك من أول الفريضة .
وقد ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة كانوا إذا حضرت الصلاة ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم وقد رأى أبو طالب النبي صلى اللع عليه وسلم وعليا يصليان مرة فكلمهما في ذلك ولما عرف جلية الأمر أمرهما بالثبات
الخبر يبلغ قريش إجملاً :-
يبدو بعد النظر في نواح شتى من الوقائع إن الدعوة _ في هذه المرحلة _ وإن كانت سرية وفردية لكن بلغت أنباؤها إلى قريش بيد أنها لم تكثرت بها .
قال محمد الغزالي : وترامت هذه الأنباء إلى قريش فلم تعرها اهتماماً ولعلها حسبت محمداً أحد أولئك الديانين الذين يتكلمون في الألوهية وحقوقها كما صنع أمية بن أبي الصلت وقس بن ساعدة وعمرو بن نفيل وأشباهم إلا أنها توجست خيفة من ذيوع خبره وامتداد أثره وأخذت ترقب على الأيام مصيره ودعوته .
مرت ثلاث سنين والدعوة لم تزل سرية وفردية وخلال هذه الفترة تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون وتبليغ الرسالة وتمكينها من مقامها ثم تنزل الوحي يكلف رسول الله بمعالنته قومه ومجابهة باطلهم ومهاجمة أصنامهم وانتظروا المزيد